المجيب د. فهد بن عبدالرحمن اليحيى
عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم
التصنيف الفهرسة/الجديد
التاريخ 09/06/1427هـ
السؤال
هل يأثم من يقتل الذباب والنمل والبعوض والحيات والنحل؟
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه، وبعد:
فالأصل في مثل هذه الحشرات أنه يجوز قتل المؤذي منها، لما ثبت عن أبي هريرة –رضي الله عنه– عن النبي –صلى الله عليه وسلم– في نبي نزل تحت شجرة، فقرصته نملة، فأمر بجهازه فأخرج، ثم بقرية النمل فأحرقت، فأوحى الله إليه: "فهلا نملة واحدة" صحيح البخاري (3319) وصحيح مسلم (2241)، فهذا دليل على جواز قتل المؤذي، ولو كان في الأصل مما لا يقتل كالنمل.
أما إذا لم يكن مؤذياً، فإن الأصل أيضاً عدم قتله، لعدم الداعي لذلك. والله تعالى قد خلق هذه المخلوقات لحكمة، فلا يجوز التعدي عليها بمحض العدوان دون سبب.
ولكن قد جاء استثناء بعض المخلوقات، فتقتل لما فيها من الأذى بطبعها. حيث ثبت في الصحيحين البخاري (3314) ومسلم (1198) من حديث عائشة –رضي الله عنها– عن النبي –صلى الله عليه وسلم– أنه قال: "خمس فواسق يقتلن في الحل والحرم: الحية، والغراب الأبقع، والفأرة، والكلب العقور، والحديا".
وثبت أيضاً من حديث حفصة وابن عمر –رضي الله عنهم– بنحوه، وفيه بدلاً من الحية: العقرب، وأطلق الغراب حيث لم يقيده بالأبقع، وكذلك بلفظ (الحدأة) وهي معنى (الحديا) وهي طائر معروف، انظر صحيح البخاري (1828) وصحيح مسلم (1199).
فعلم من هذا أن الحيات مما ينبغي قتله، ولا تترك أبداً إلا ما كان منها في البيوت، فيؤذن ثلاثاً، أو يحذر تحذيراً بالخروج من البيت، وإلا قتل، خشية أن يكون جنيًّا، فإنه إن كان جنيًّا خرج، وإلا بقي فيستحق القتل.
ومثل الحيات ما جاء في الحديث من بقية الفواسق، وهل يقتل كل غراب؟ أو فقط ما كان أبقع على قولين لأهل العلم.
أما الذباب والبعوض، فالغالب منها الإيذاء والضرر في حالنا الآن، فلا بأس بقتلها إن شاء الله.
وأما النحل والنمل فلا ينبغي قتلها إلا عند الإيذاء، ويقتصر على المؤذي؛ للقاعدة التي سبقت، ولما ورد أيضاً من النهي عن قتلها لا سيما النحل فإن فيه نفعاً.