جونينيو البحرين مدير المنتدى
عدد الرسائل : 5362 العمر : 33 تاريخ التسجيل : 29/07/2007
| موضوع: إحسان الظن بالاخرين الخميس يناير 17, 2008 2:38 am | |
| د. يوسف القرضاوي من المبادئ الاخلاقية المهمة في التعامل مع الاسلاميين مع بعضهم البعض : احسان الظن بالاخرين , وخلع المنظار الأسود , عند النظر الى اعمالهم ومواقفهم فلا ينبغي ان يكون سلوك المؤمن واتجاهه قائما على تزكية نفسه , واتهام غيره ... والله تعالى ينهانا ان نزكي أنفسنا , فيقول : ( هو أعلم بكم اذ أنشاكم من الارض واذ انتم أجنة في بطون أمهاتكم فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن أتقى ) . ويذم اليهود الذين زكوا أنفسهم وقالوا : أنهم أبناء الله وأحباؤه , فقال الله تعالى : ( ألم تر الى الذين يزكون أنفسهم بل الله يزكي من يشاء ) . والمؤمن أشد حسابا لنفسه من سلطان غاشم , ومن شريك شحيح . فهو ابدا متهم لنفسه ولا يتسامح معها , ولا يشوغ لها خطأها , يغلب عليه شعور التفريط في جنب الله , والتقصير في حقوق عباد الله . وهو يعمل الخير , ويجتهد في الطاعة , ويقول : أخشى ان لا يقبل مني , فأنما يتقبل الله من المتقين , وما يدريني أني منهم ؟ وهو في الجانب المقابل يلتمس المعاذير لخلق الله , وخصوصا لاخوانه والعاملين معه لنصرة دين الله , فهو يقول ما قال بعض السلف الصالح : ألتمس لأخي من عذر الى سبعين , ثم أقول : لعل له عذرا اخر لا أعرفه . ان سوء الظن من خصال الشر التي حذر منها القرأن والسنة , فالاصل حمل المسلم على الصلاح , وأن لا تظن به الا خيرا , وان تحمل ما يصدر منه على أحسن الوجوه , وان بدا ضعفها , تغليبا لجانب الخير على جانب الشر . والله تعالى يقول : ( يا أيها الذين امنوا اجتنبوا كثيرا من الظن ان بعض الظن أثم ) والمراد به : ظن السوء الذي لم يقم عليه دليل حاسم . ويقول الرسول ( ص) : " اياكم والظن فان الظن أكذب الحديث .. " . والمفروض في المسلم اذا سمع شرا عن أخيه ان يطرد عن نفسه تصور اي سوء عنه , وأن لا يظن به الا خيرا , كما قال تعالى في سياق حديث الأفك : ( لولا أذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيراً وقالوا هذا أفك مبين ) . صحيح ان سوء الظن من الاشياء التي لا يكاد يسلمن منها أحد , كما روي ذلك في حديث ضعيف , ولكن يقويه ما ثبت في الصحيح , قول النبي (ص) لبعض الصحابة الذين رأوه في الاعتكاف يكلم أمرأة عند المسجد , فأسرعا الخطا فقال : " على رسلكما انها صفية بنت حي ( زوجته) " . فقالا: وهل نظن بك الا خيرا يا رسول الله ؟ قال : ان الشيطان يجري من ابن ادم مجرى الدم , ولني خشيت ان يقذف في قلوبكما شرا " . ومع هذا ينبغي للمؤمن ان لا يستسلم لوسوسة الشيطان في اساءة الظن بالمسلمين , بل عليه ان يلتمس لهم المعاذير والمخارج فيما يراهم اخطؤوا فيه , بدل ان يتطلب لهم العثرات والعيوب . فان من أبغض الناس الى رسول الله (ص) وابعدهم عنه مجالس يوم القيامة الباغين للبراء العثرات . فاذا كان العمل الصادر عن المسلم يحتمل وجها يكون فيه خيرا , وعشرين وجها لا يكون فيها الا شرا , فينبغي حمل هذا العمل على وجه الخير الممكن والمحتمل . واذا لم يجد وجها واحدا للخير يحمله عليه فيجمل به ان يتريث , ولا يستعجل في الاتهام , فقد يبدو له شئ عن قريب , وما أصدق ما قاله الشاعر هنا : تأن ولا تعجل بلومك صاحبا لعل له عذرا وانت تلوم ومما يجب التحذير منه : ما يتصل باتهام النيات , والحكم على السرائر ,وانما علمها عند الله , الذي لا تخفى عليه خافية , ولا يغيب عنه سر ولا علانية . وهذا مطلوب للمسلم أي مسلم , من عامة الناس , فكيف بالمسلم الذي يعمل للاسلام والذي ضم الى الاسلام العام : الدعوة اليه , والغيرة عليه , والدفاع عنه , والتضحية في سبيله ؟ ومن اجل هذا يعجب المرء غاية العجب , ويتألم كل الألم اذا وجد بعض العاملين للاسلام يتهم بعضهم بالعمالة او الخيانة , جريا وراد العلمانيين واعداء الاسلام فيقول احدهم عن الاخر : هذا عميل للغرب او للشرق او للنظام الفلاني , لمجرد انه خالفه في رأي او موقف , او في أتخاذ وسيلة للعمل مخالفة له , ومثل هذا لا يجوز بحال لمن فقه عن الله ورسوله . ان مجال السياسة الشرعية مجال رحب , وفيه تتفاوت الأنظار , ما بين مضيق وموسع وبخاصة ان تقدير المصالح والمفاسد وراء الشئ الواحد يختلف الناس فيه اختلافا شاسعا . وينبغي ان نقدم دائما حسن الظن ولا نتبع ظنون السوء فاناه لا تعغني من الحق شيئا . فهذا يرى السكوت على الحاكم في هذه المرحلة أولى , واخر يرى وجوب المواجهة . وهذا يراها مواجهة سياسية , واخر يراها عسكرية . وهذا يرى الدخول في الانتخابات وغيره ينكر المشاركة فيها . وهذه كلها مجالات للاجتهاد لا ينبغي ان تمس دين شخص او ايمانه او تقواه بحال من الاحوال . ويشتد الخطر حينما يجتمع اتباع الظن واتباع الهوى , كالذي ذم الله به المشركين في قوله : ( ان يتبعون الا الظن وما تهوى الأنفس ولقد جاءهم من ربهم الهدى ) . ( ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله ) . ومن أجل ذلك حذر الرسل - مع مالهم من مقام عنده - من اتباع الاهواء فقال تعالى لداود : ( يا داوود انا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله ) . وقال لخاتم رسله محمد عليه الصلاة والسلام في القرأن المكي : ( ثم جلعناك على شريعة من الأمر فاتبعها ولا تتبع اهواء الذين لا يعلمون ) . وفي القرأن المدني ( وأن احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع اهوائهم واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله اليك ) . ان الاخلاص لله يجمع ويوحد , اما اتباع الهوى فهو يمزق ويفرق , لآن الحق واحدا , والاهواء بعدد رؤوس الناس . وان أكثر ما فرق الامة الاسلامية الى فرق وطوائف شتى في القديم والحديث هو اتباع هوى النفس او اهواء الغير , ولهذا أطلق ( أهل السنة ) على الفرق التي حادت عن ( الصراط المستقيم ) هذا العنوان المعبر ( أهل الأهواء ) فكثيرا ما كان الخلاف غير جذري , وا غير حقيقي , ولكن الذي ضخمه وخلده هو الهوى , نسأل الله السلامة . | |
|
piscu_albahrain18 مشرف منتدى الصور و منتدى طلبة المدارس
عدد الرسائل : 1971 العمر : 30 الموقع : بوابة رقم (2) اول بيت على اليسار تاريخ التسجيل : 23/08/2007
| موضوع: رد: إحسان الظن بالاخرين الثلاثاء يناير 22, 2008 7:50 am | |
| | |
|
القطوه مياو عضوة فوق العادة
عدد الرسائل : 2233 تاريخ التسجيل : 06/12/2007
| موضوع: رد: إحسان الظن بالاخرين الخميس يناير 24, 2008 3:13 pm | |
| يعطيك العاافيه يااااااا جونينيوووووو | |
|